مرحباً بكم في صفحة وزارة الخارجية الألمانية

 حرمان  النساء من الفرص خسارة للمجتمع - حوار مع السفير يوليوس جيورج لوي

11.10.2018 - حوار صحفي

في اطار "الحملة الدولية لتولي النساء المسئولية" التي تنظمها هيئة بلان انترناشونال لدعم حقوق المرأة والفتيات تولت مريم تامر - ١٧ عاماً - الطالبة بالمدرسة الألمانية لراهبات القديس سان شارل بورومي بالقاهرة في يوم ٢ أكتوبر ولبضعة ساعات مهام السفير الألماني بالقاهرة يوليوس جيورج لوي، حيث أدارات جلسة لقاء مع موظفي السفارة صباحاً وقامت مساءً بإلقاء كلمة في اطار احتفال السفارة بعيد الوحدة الألمانية.

في هذا اليوم أتيحت الفرصة لمريم لتوجيه بعض الأسئلة إلى السفير لوي حول المساواة بين الجنسين وحقوق المرأة.

مريم تامر: من يتمتع بخصائص الرجال من سيطرة وثقة بالنفس واستقلالية وحزم وغيرها من هذه الصفات هو الذي يصلح لتولي المناصب القيادة. كيف ترون هذه المقولة؟

يوليوس جيورج لوي: هذا الفكر يعود إلى العصر الحجري، وقد لا يزال موجوداً في رؤوس بعض الافراد، إلا أنه ليس له أية علاقة بالواقع. فإذا نظرنا إلى ألمانيا فسيتضح جلياً ما يلي: لدينا مستشارة اتحادية ووزيرة دفاع بالإضافة إلى وجود ست وزيرات عضوات في مجلس الوزراء من بين ١٦ عضواً. في العقود السابقة حدثت تغيرات عديدة في ألمانيا، حيث أصبح الأمر طبيعياً أن تشغل المرأة منصب رئيسة في العمل.

مريم تامر: إذا حازت سيدة نفس المؤهلات التي تحوزونها سيادتكم هل تعتقدون أنه ستتاح لها نفس الفرص لكي تصبح سفيرة؟

يوليوس جيورج لوي: إن فرص العمل للنساء في تحسن. كان لدينا في الخارجية الألمانية سيدة شغلت منصب وكيل وزارة – هي السيدة هابر – وهي زميلة على درجة عالية من الكفاءة. هي تشغل الآن منصب سفيرة ألمانيا في واشنطن، هذا المنصب يعد من المناصب التي يرغب الكثير من الدبلوماسيين في شغله. كما لدينا بالخارجية الألمانية العديد من السيدات اللاتي يشغلن منصب رئيس قطاع او سفير. كما أن عدد السيدات اللاتي يدخلن السلك الدبلوماسي في ازدياد. الأمر الذي يصبح معه العمل مع النساء أو تحت إدارتهن أمراً عادياً.

مريم تامر: لديكم خبرات طويلة في العمل في مختلف البلدان مثل تايلاند ولبنان وروسيا والهند. فإذا قمتم بمقارنة بين هذه الدول فيما يتعلق بالمساواة فما المكانة التي تحتلها مصر بين هذه الدول؟

يوليوس جيورج لوي: كل بلد من هذه البلدان يتمتع بثقافة وتقاليد وأعراف مختلفة تنظر إلى قضية المساواة بين الرجل والمرأة - بالأخص فيما يتعلق بتولي المناصب - بشكل خاص. جدير بالذكر أنه وفقاً لمؤشر الأمم المتحدة للمساواة بين الجنسين فإن مصر تحتل المرتبة ١٠١ من بين ١٨٩ دولة. تستطيع مصر أيضاً أن تقوم ببعض الاصلاحات فيما يتعلق بالمساواة. لكن من ناحية أخرى فإننى أتعرف في مصر على العديد من السيدات القويات اللاتي يتميزن بالثقة بالنفس. كما أن وجود ثمان سيدات عضوات في مجلس الوزراء وفي البرلمان المصري لهو مؤشر جيد ومهم. إن الطريق إلى تحقيق المسواة – كما نعلم جميعاً – طويل. قبل مائة عام أعطى للمرأة في ألمانيا حق التصويت، إلا أن مساواتها بالرجل في كافة المجالات أصبح فقط منذ عقود قليلة من الحقوق الأساسية في ألمانيا.

مريم تامر: برغم أن نسبة الحاصلين على شهادات جامعية من النساء في ألمانيا تصل إلى ٥٠٪ إلا أن ٢٧٪ منهن فقط يتولين مناصب قيادية،  في مصر تصل النسبة إلى ١٢٪. كيف يمكننا – من وجهة نظركم – تقديم الدعم للفتيات والنساء؟

يوليوس جيورج لوي: أنا أعتقد أن التوفيق بين الأسرة والعمل أمر له دور رئيسي في هذا. في كثير من الأحيان تقوم النساء برعاية بالأطفال وعليه يبتعدن عن العمل لبعض الوقت، الأمر الذي لا يستتبعه تتطور وظيفي. قد يكون من المجدي تقسيم رعاية الأطفال بين الرجل والمرأة بشكل أكثر إنصافاً، وأن يتحمل كلاهما المسئولية في هذا. كما يتعين توفير عروض أفضل لرعاية الأطفال بحيث لا تؤثر رعاية الأسرة على التطور الوظيفي. وهذا بالطبع أمر غير هين. من المهم أن تتمكن المرأة من اختيار طريقها في الحياة بنفسها وبحرية، دون أن تضطر بسبب العادات والتقاليد او الضغوطات المادية إلى أن تنحصر – ضد رغبتها الشخصية -  في دور ربة المنزل او في وظيفة معينة. حيث أن ذلك لن يمثل خسارة لها فحسب بل للمجتمع ككل.

إلى أعلى الصفحة