مرحباً بكم في صفحة وزارة الخارجية الألمانية

ألمانيا ومصر – تعاون تعليمي قادر على استشراف المستقبل 

01.11.2020 - بيان صحفي


تشكل مصر نموذجا وضًاء شاهدا على التعاون الثنائي الناجح في مجال التعليم، لاسيما التعليم العالي. على أنه بالنظر إلى الاحتياجات المستقبلية الناتجة عن النمو السكاني فإن حكومة مصر تزمع اتخاذ الخطوة التالية من خلال التوسع في أعداد الجامعات الخاصة والدولية والتقنية في مصر. إن خلق مشاريع تعليمية جديدة عابرة للحدود الوطنية يشكل فرصة عظيمة لمصر وألمانيا، إذ أن كلا البلدين في حاجة إلى كوادر تخصصية ذات مستوى رفيع من التعليم لتعزيز قدراتهما الاقتصادية والمجتمعية.

وبصفتي السفير الألماني فإنني جد فخور بأن التاريخ العريق من التعاون بين ألمانيا ومصر قد أصبح يقدم إسهاما مهما في استغلال المواهب التي يتمتع بها أفضل الطلاب المصريين بفضل توافر برامج شاملة في مجال التعليم العالي بمصر. لقد أخذنا على عاتقنا عبر السنين مواصلة توسيع تلك البرامج بدءا من مرحلة رياض الأطفال ومرورا بمرحلة التعليم ما قبل الجامعي وانتهاء بالتعليم الجامعي والبحث العلمي.  

أصبحت المدارس الألمانية منذ افتتاح أول مدرسة ألمانية بمصر، ألا وهي المدرسة الألمانية الإنجيلية الثانوية (DEO) بالقاهرة عام ١٨٧٣، الخيار المفضل للتعليم. ثم قامت ألمانيا فيما بعد بزيادة عدد المدراس الألمانية المعتمدة جاعلة من مصر البلد الذي يضم أكبر عدد من المدارس الألمانية خارج نطاق أوروبا.

فضلا عن ذلك فإن ألمانيا تعمل على رفع جودة التعليم المدرسي ليتاح أمام قطاعات أوسع من السكان: فمن خلال برنامج دعم جودة التعليم (QESP) ساعدنا في بناء ما يربو على ٩٠٠ مدرسة أغلبها في المناطق الريفية، حيث تخضع تلك المدراس لمعايير الجودة الألمانية سواء فيما يتعلق بالإنشاءات أو بتجهيزات الفصول المدرسية.

أصبحت اللغة الألمانية لغة مفضلة لدى التلاميذ والطلاب من كافة الشرائح العمرية على نحو تعدى نطاق مدارسنا الألمانية المعتمدة أو العديد من المدارس التي قد تمنح شهادة معتمدة في اللغة الألمانية. يتمتع دارسو اللغة الألمانية بمصر بهامش كبير من خيارات الجودة العالية المتاحة فيما يتعلق بمؤسسات تعليم اللغة الألمانية، بدءا من المدارس ومرورا بأقسام اللغة الألمانية في بعض أفضل الجامعات المصرية وانتهاء بالطبع بمعهدى جوته بالقاهرة والإسكندرية الذين شهدا إقبالا كبيرا في أعداد المشتركين في الدورات على مدي السنوات الخمس الماضية. 

احتفل المكتب الإقليمي للهيئة الألمانية للتبادل العلمي بالقاهرة (DAAD) هذا العام بذكرى مرور ستين عاما على إنشائه. جدير بالذكر أن الهيئة الألمانية للتبادل العلمي تمثل بؤرة التعاون بين بلدينا في مجال التعليم العالي والبحث العلمي، ففي عام ٢٠١٩ وحده قدمت الهيئة دعما لما يزيد عن ١٦٠٠ باحث وعالم من مصر وما يقرب من ٥٠٠ باحث وعالم من المانيا كانوا منخرطين في التعاون مع مصر. كما أن طائفة متميزة من قدامى الممنوحين من الهيئة الألمانية للتبادل العلمي تتبوأ مكانة في قطاعات محورية في المجتمع المصري بدءا من الحكومة ووصولا إلى الجامعات. كما يقدم المكتب الإقليمي للهيئة الألمانية للتبادل العلمي بالقاهرة طائفة كبيرة من الأنشطة العلمية تجمع في طياتها بين أفضل العقول من ألمانيا ومصر وغيرهما لمناقشة أحدث الموضوعات في مجال العلوم والبحث العلمي، حيث تتراوح هذه الأنشطة ما بين فعاليات "يوم العلوم الألماني" وفعاليات "مختبر سقوط الجدران" (Falling Walls Lab).

أما عام ٢٠٢٠ فإنه يسجل بلوغ ذروة جديدة في تعاوننا الناجح: ففي يوم ١٥ أكتوبر دشنت شركة سيمنز، إحدى أكثر الشركات الألمانية نجاحا، الأكاديمية التقنية المصرية الألمانية الجديدة بالعين السخنة، وهي عبارة عن مشروع تعاون للقطاعين العام والخاص بين وزارة التعاون الاقتصادي الألمانية والوكالة الألمانية للتعاون الدولي وشركة سيمنز. وسوف تقدم هذه الأكاديمية برامج تدريب مهني للفنيين من كافة المجالات، بما يسمح لهم بمواصلة تحسين قدراتهم المهنية. وهذا يعد فقط جزءا واحدا من انخراطنا الواسع والمتنامي في قطاع التعليم الفني والتدريب المهني للشباب في مصر. تعمل ألمانيا بالتعاون الوثيق مع وزارة التعليم المصرية وغيرها من الشركاء بمن فيهم القطاع الخاص على رفع مستوى معايير الجودة في مجال التعليم الفني والتدريب المهني (TVET) والمساعدة في تدريب قوى عاملة تكون قادرة على العمل في مقدمة الصفوف على الصعيد الدولي وفي كافة المجالات.   

كما شهد شهر أكتوبر من العام الجاري بدء الدراسة بالجامعة الألمانية الدولية للعلوم التطبيقية (GIU AS) للعام الدراسي الأول في مقرها الجديد المجهز بأحدث التقنيات بالعاصمة الإدارية الجديدة. وبما تقدمه الجامعة من برامج دراسية تركز على القطاع الصناعي ومتطلبات المستقبل في مرحلتي البكالوريوس والماجستير في مختلف التخصصات، مثل الهندسة وإدارة الأعمال والتكنولوجيا الحيوية، فإنها تمثل الآن فرصة تعليمية أخرى أمام الشباب المصري الذي يرغب في التمتع بفرصة الحصول على تعليم ألماني عال الجودة.

وفي مقدور الجامعة الألمانية الدولية للعلوم التطبيقية (GIU AS) أن تبني على ما تم إنجازه من عمل مثمر امتد لما يقرب من عقدين من الزمان على يد شقيقتها الجامعة الألمانية بالقاهرة (GUC)، إذ تخرج في هذه الجامعة منذ إنشائها عام ٢٠٠٣ ما يقرب من ٢٠٠٠٠ طالب وطالبة حققوا جميعا نجاحا باهرا في المجالات الخاصة والعامة في كافة أنحاء العالم، وحتى في مجال الفضاء: إذ تخرج أول رائد فضاء مصري، أكرم أمين عبد اللطيف، في الجامعة الألمانية بالقاهرة عام ٢٠١٠.

تتيح الشراكة التعليمية الألمانية المصرية فرصا غير محدودة امام المراكز العمرانية الكبيرة بالقاهرة والإسكندرية، كما يستطيع الطلاب من مصر ومن جميع أنحاء العالم الحصول على درجة الماجستير من الجامعة التقنية ببرلين فرع الجونه، إحدى أكثر الجامعات التقنية الألمانية تميزا بما تحوزه من معامل عالية الجودة وهيئة تدريس رفيعة المستوى. تضم منطقة الجونه كذلك المدرسة الفندقية الألمانية (GHS)، وهى مضرب مثال رائع آخر على أنه كيف يمكن للتعاون بين بلدينا في مجال السياحة كمجال محوري أن يعود بالنفع على الجميع. غني عن البيان أنه معروف عن خريجي المدرسة الفندقية الألمانية أنهم يتمتعون بمستوى تأهيلي عال وأنهم مطلوبون للعمل سواء في مصر أو في كافة أنحاء العالم ليس بفضل ما يتمتعون به من مهارات ألمانية فحسب، بل وكذلك وبصفة خاصة بفضل مستوى أدائهم الرفيع وحس الضيافة الرائع الذي يتمتعون به.  

عندما أتأمل هذا المدى البعيد الذي بلغته أنشطتتنا المشتركة فإنني لا أشعر بالإندهاش عندما ألتقي في إطار عملي اليومي عديدا من الناس وقد استلهموا تجربة تعاوننا الألماني المصري المتميز في مجال التعليم للقيام بأعمال عظيمة: رجال أعمال وسياسيون ومنغنون أوبراليون ومهندسون وصناع قرار. وإنني على قناعة بأن المستقبل سوف يشهد مزيدا من قصص النجاح المصرية الألمانية العديدة.

وذلك هو مناط الأمر في تعاوننا.

 

إلى أعلى الصفحة