مرحباً بكم في صفحة وزارة الخارجية الألمانية

الألمانية باعتبارها لغة أجنبية ميزة في عالم سريع التغير

12.06.2021 - بيان صحفي

مقال بقلم: الدكتور/ سيريل نون،سفير جمهورية ألمانيا الاتحادية بالقاهرة


اللغة الألمانية، والتي يتحدث بها حوالي 100 مليون شخص، هي حاليا أكثر اللغات انتشارا في أوروبا، كما أنها كلغة أجنبية تزداد شيوعا، لا سيما في الشرق الأوسط وأمريكا الجنوبية. وحاليا، هناك ملايين من غير الناطقين الأصليين بها يتعلمون هذه اللغة في جميع أنحاء العالم، من بين هؤلاء هناك بالتأكيد معجبون بالأدب أو الفكر الفلسفي الألماني. إلا أن ألمانيا، في نظر الكثيرين، هي بالأساس قوة اقتصادية توفر فرص أكاديمية رائعة للطلاب المهتمين بدراسة الهندسة والعلوم الطبيعية وعلوم الكومبيوتر.

وفي مصر، على سبيل المثال، اكتسبت اللغة الألمانية جاذبية مؤثرة على مدار الأعوام الماضية، ففي حين بلغ عدد المصريين الذين يتعلمون الألمانية كلغة أجنبية ما يقرب من 250.000 في عام 2015، بحول عام 2020 ارتفع هذا العدد إلى 400.000. هذا الطلب المتزايد على تعلم اللغة الألمانية لم يكن من الممكن تلبيته دون الجهود المتميزة لشركائنا: معهد جوته، وDAAD (الهيئة الألمانية للتبادل الأكاديمي)، والجهاز المركزي للمدارس الألمانية في الخارج، والمدارس الألمانية السبع المعتمدة، و27 مدرسة شريكة خاصة وعامة، علاوة على أقسام اللغة الألمانية في العديد من الجامعات المصرية. وأود أن أذكر أيضًا الجامعة الألمانية بالقاهرة والجامعة الألمانية الدولية بالعاصمة الإدارية الجديدة. كل هؤلاء يعتمدون على دعم لا ينقطع من وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني المصرية. أيضا، فمعلمي اللغة الألمانية يواصلون العمل بلا كلل لنقل معرفتهم باللغة الألمانية إلى عدد متزايد من الطلاب. وهدفنا جميعا ليس فقط العمل من أجل تقديم تدريب أفضل، ولكن أيضًا توفير مستوى تدريس نوعي لمدرسي اللغة الألمانية، في المدارس وكذلك في مجال تعليم اللغة للكبار.

وتبرز الأهمية الخاصة لتركيز التعليم في مصر على اكتساب مهارات اللغات الأجنبية، بالنظر إلى أنها دولة ثلث سكانها تقل أعمارهم عن 14 عامًا، ومن ثم فإن دراسة ومعرفة لغة أجنبية بالنسبة لجيل الشباب ليست مجرد هواية، بل هي ميزة تنافسية في سوق العمل المحلي والعالمي. ولذا، فأنا أثني وبشكل خاص على الحكومة المصرية لقرارها بتدريس لغات أجنبية عديدة في المدارس المصرية.  إن تزويد جيل الشباب بمهارات اللغات الأجنبية يمكّن الخريجين المصريين من العثور على الإجابات الصحيحة للتحديات العالمية في عالم سريع التغير.

كذلك، فإن تعلم اللغة الألمانية يمثل استثمارا واعدا، فهي اللغة العلمية الثانية الأكثر استخدامًا في العالم، مما يعكس الدور المتميز لألمانيا في مجالات البحث الموجه نحو المستقبل والتطوير المبتكر. وعلى مدار الأعوام، برهن الآلاف من الطلاب المصريين في جامعات ألمانيا والنمسا وسويسرا المتميزة وكذلك الخريجين المصريين من نظامنا للتدريب المهني المُقيَّم دوليًا على أن تعلم اللغة الألمانية يمكن أن يكون خطوة أولى نحو حياة أكاديمية أو مهنية ناجحة. تجدر الإشارة هنا، أن الاقتصاد الألماني القوي عموما، ولا سيما قطاع التصنيع به، قد استمر في النمو على مدار العقد الماضي. يرجع هذا النجاح الاقتصادي أيضًا إلى تنوع القوى العاملة والترابط العالمي الذي تتمتع به الشركات الألمانية. ولا يزال الطلب على المهنيين المهرة أكثر من المعروض في ألمانيا نظرًا للتقدم الاقتصادي المستمر. لذلك، فإن التحدث باللغة الألمانية مفيد للتواصل والعمل مع الشركات الألمانية في مصر أو ألمانيا أو في أجزاء أخرى من العالم.

وقد اتخذت ألمانيا خطوة هامة لتسهيل شروط الدخول المهنين المهرة إليها من الحاصلين على تدريب مهني غير أكاديمي من دول خارج الاتحاد الأوروبي بعد العمل بقانون هجرة العمالة الماهرة المتخصصة الجديد العام الماضي، والذي بمقتضاه تضعك معرفة اللغة الألمانية على طريق التأهل كعامل ماهر. وبالتالي، وبالنسبة للمصريين المتحدثين باللغة الألمانية الذين يستوفون المعايير، فقد فتح هذا القانون الجديد لهم دربا آخر لمواصلة تحقيق أهدافهم المهنية في ألمانيا. فيمكنهم أن يصبحوا جزءًا من عملية بناء الجسور المصرية الناجحة بين بلدينا. تسمح لنا اللغة الجديدة أيضًا بفهم عادات وأسلوب حياة الآخرين بشكل أفضل. لذلك، فهي تلعب دورًا مهمًا في تعزيز التفاهم المتبادل والتقريب بين البشر.


المصري اليوم 2021\06\11

إلى أعلى الصفحة