مرحباً بكم في صفحة وزارة الخارجية الألمانية

حوار سعادة سفير جمهورية ألمانيا بالقاهرة، فرانك هارتمان، مع جريدة الأخبار

03.11.2022 - بيان صحفي

-سعادة السفير، ما هو تقييمك للاستعدادات المصرية لمؤتمر COP 27؟ وما هي الموضوعات التي يجب أن تكون على رأس جدول الأعمال؟

-لا شك أن استضافة حدث مثل COP27 ، هي مهمة جسيمة تتطلب بذل جهودًا ضخمة على العديد من المستويات ، بمافيها مستوى التنسيق  الاقتصادي و المجتمعي والسياسي. وخلال محادثاتي مع الشركاء المصريين ، تولد لدي انطباع مؤداه بأن هذا المؤتمر يمثل أولوية قصوى للحكومة المصرية وأن الجميع يعملون بلا كلل للتأكد من أن الأمور تسير بسلاسة. أيضاً ، يأتي مؤتمر COP27 في وقت حرج حيث أصبح تأثير تغير المناخ واضحًا للعيان في  جميع أنحاء العالم. و من ثم، إذا أردنا الحصول على فرصة للحد من هذه الآثار الدراماتيكية والتقليل من ظاهرة الاحتباس الحراري إلى 1.5 درجة ، فنحن بحاجة إلى عمل فوري مشترك. وهذا يشمل بالطبع مساهمات كبيرة في تمويل المناخ وصناديق التكيف المناخي.  ومع ذلك ، فإن الأموال وحدها لن تكفي لوقف تغير المناخ، إذ يجب على المجتمع الدولي أن يتخذ خطوات ملموسة نحو تحول أخضر طموح. هناك حاجة إلى خطط عمل وطنية حاسمة وكذلك التبادل الوثيق بين صانعي السياسات والمجتمع المدني والفاعلين الاقتصاديين والعلماء.

2-تدعم ألمانيا العديد من المشاريع الصديقة للبيئة في مصر ؛ هل يمكنك أن تعطينا أمثلة على ذلك؟

-منذ سنوات عديدة، تلعب الاستدامة والبيئة دورًا رئيسيًا في التعاون الألماني المصري. فجنبًا إلى جنب مع شركائنا المصريين المجتهدين على الأرض ومن خلال منظمتينا المنفذتين، المؤسسة الألمانية للتعاون الدولي GIZ و بنك الإئتمان لإعادة الإعمار KFW، حققنا العديد من المشاريع بدءًا من محطات الطاقة الكهرومائية والطاقة الشمسية وطاقة الرياح إلى إدارة النفايات والري. فعلى سبيل المثال ، فإن التعاون الألماني المصري في مجال الطاقات المتجددة يساعد على تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بمقدار 2 مليون طن سنويًا. والهدف العام لهذه المشاريع هو تحقيق تقدم مستدام وتحسين الظروف المعيشية للناس. علاوة على ذلك ، فإن العديد من الشركات الألمانية المتخصصة في الحلول الصديقة للبيئة والتقنيات المتوجهة للمستقبل لها اهتمام كبير بمزيد من التعاون في مجال الطاقة، تشهد على ذلك خطط استكشاف الهيدروجين الأخضر . إلا أن مكافحة تغير المناخ ليست مهمة تنموية وتعاون اقتصادي فحسب ، بل هي أيضًا مهمة المجتمع المدني. و هذا هو المجال الذي يتعاون فيه شركائنا في هيئة التبادل الأكاديمي الألماني DAAD، و معهد جوته ومؤسساتنا السياسية مع العديد من المنظمات الغير الحكومية المصرية. و عن طريق تأسيس " منتدى القاهرة للتغير المناخي"، Cairo Climate Talks، فإننا أنشأنا منصة فريدة لتبادل الخبرات وزيادة الوعي وتعزيز التعاون بين صانعي السياسات وقطاع الأعمال والعلماء والمجتمع المدني.

3-كيف يمكن لمصر وألمانيا التعاون من أجل إنجاح COP27؟ الغزو الروسي لأوكرانيا وتداعياته على رأس جدول الأعمال العالمي. كيف يمكن لمصر والشركاء العالميين العمل للتأكد من أن تغير المناخ ومؤتمر COP27 يحظيان بالاهتمام الواجب؟

-يمثل تغير المناخ أكبر تهديد أمني في عصرنا. إنه يتطلب عملاً فوريًا ومشتركًا على المستوى العالمي، وهنا تبرز أهمية COP27 ، باعتباره مرحلة للوصول إلى خارطة طريق مُلِحة ، ولذلك علينا جميعًا أن نولي المؤتمر الاهتمام الواجب. وللأسف ، فإن الحرب العدوانية الروسية ضد أوكرانيا ، التي انتهكت القانون الدولي بشكل صارخ ، لها تداعيات هائلة ليس فقط على الأمن الدولي والأسواق المالية والأمن الغذائي ، ولكن أيضا على كافة جهودنا لمكافحة تغير المناخ. فقد تسبب استخدام موسكو للغذاء والطاقة كأسلحة في حربها الهجينة في حدوث أزمة عالمية أدت إلى تفاقم العديد من المشاكل القائمة في بلدان مختلفة في جميع أنحاء العالم. إن التعامل مع هذا الوضع يجعل من الصعب تعبئة الموارد الدولية التي نحتاجها بشكل عاجل في كفاحنا المشترك ضد تغير المناخ. ومن ناحية أخرى ، فقد تضخم هذه الصدمة العالمية أيضًا دعوة إستيقاظ  الدول، و من ثم تحفزها على الإسراع بوضع خطط طموحة لمواجهة تغير المناخ. ففي ألمانيا ، أدركنا بشكل مؤلم إلى ماذا أوصلنا الاعتماد على الوقود الأحفوري ؛ لذا باتت مسألة تحول الطاقة أكثر إلحاحًا و أضحت إرادتنا لتسريع هذه العملية أقوى من أي وقت مضى.

4-كيف يمكن للدول المتقدمة أن تفي بالتزاماتها السابقة لمساعدة البلدان النامية خاصة في إفريقيا لمواجهة تغير المناخ والتخفيف منه؟

-إن أزمة المناخ تمثل تهديداً عالمياً لا يتوقف عند الحدود، فهي تؤثر على كل واحد منا. ومع ذلك ، تتحمل الدول الصناعية مثل ألمانيا مسؤولية خاصة تجاه البلدان التي تعاني بشكل خاص من عواقب تغير المناخ على الرغم من أنها ليست من بين المسببات الرئيسية للانبعاثات. على هذه الخلفية ، تبرز أهمية التحديث الأخضر ، إذ تدعم ألمانيا مصر والدول الأخرى في جهودها للتوسع في الطاقات المتجددة وتحقيق النمو الاقتصادي المستدام والتقدم الاجتماعي. في الوقت نفسه ، فنحن مستمرون في إلتزامنا بتعزيز الحماية الطموحة للمناخ على المستوى السياسي العالمي. نحن ايضاً مستعدون للوفاء بنصيبنا، وهذا الإستعداد له دلائل مالية، فقد زادت ألمانيا تمويلها للمناخ بأكثر من عشرة أضعاف بين عامي 2005 و 2020.

5-كيف يمكن لمواجهة تغير المناخ أن توفر فرصًا اقتصادية (مثل الهيدروجين الأخضر) ، و هل سوف يحفز ذلك رؤوس الأموال على الاستثمار في المشاريع الصديقة للبيئة؟

-يتبدى تغير المناخ وتأثيراته بصورة أكثر وضوحا كل عام ، بدأ من الفيضانات إلى الجفاف وفقدان الأراضي الخصبة. و هذه الظواهر لا تكشف فقط ضعف بيئتنا والتهديد المتزايد لمعيشتنا ، بل تفصح أيضًا عن عاملاٍ أمنيٍ ٍ ٍ،إذ تعمل الصدمات المتعلقة بالمناخ كمحفزات لنشوب الصراعات في جميع أنحاء العالم. لذلك ، فإن الاستثمار في الطاقة الخضراء والمشاريع الصديقة للبيئة ليس مسألة خاضعة لعامل التحفيز - إنها إستجابة إلزامية ليس لها بديل. في أوروبا ، اكتشفنا للتو الضعف الذي أوصلنا إليه الاعتماد على الوقود الأحفوري. لقد تسببت الحرب العدوانية الروسية في أوكرانيا وتلاعب موسكو بالطاقة وبالغاز في أزمة طاقة كبيرة. وعلى المدى الطويل ، فإن الطاقة الخضراء هي الطريقة الوحيدة لتحقيق الاستقلال والاستقرار والأمن ، على المستوى السياسي وعلى مستوى المناخ. لذلك نحن نمضي قدمًا في و بأقصى سرعة باتجاه تحول الطاقة وتطوير تقنيات مستدامة جديدة مثل الهيدروجين الأخضر.

إلى أعلى الصفحة