إن مصر شريك مهم لألمانيا في تحقيق الأهداف العالمية للمناخ وأهداف التنمية المستدامة. ويعمل بلدانا معاً كشريكين في التنمية منذ أكثر من ثمانية عقود.

تقدم ألمانيا إلى مصر الدعم من خلال الخبرة الفنية والدعم المالي من أجل تنفيذ استثماراتها الاستراتيجية في المستقبل – ونجد ذلك على سبيل المثال في مجالات التدريب المهني وإدارة المياه. نحن ننفذ حالياً أكثر من ٨٠ مشروعاً مشتركاً بما يقرب من ٦٠ مليار جنيه مصري. 

إن دعم مصر في تحولها في مجال الطاقة يعد أولوية بالنسبة لألمانيا. لذلك شاركنا على سبيل المثال في تمويل مزارع الرياح الكبيرة في الزعفرانة ومجمع بنبان للطاقة الشمسية.

كما تود مصر زيادة حصة الطاقات المتجددة إلى ٤٢٪ من الطاقة الكهربائية بحلول عام ٢٠٣٠، بالإضافة إلى جذب ٥٠ مليار جنيه من رأس المال الخاص لهذا الغرض. كما تريد مصر أن تصبح رائدة مجال الهيدروجين الأخضر.

ولتحقيق هذه الأهداف يتعين الاستثمار في شبكة الكهرباء، وإلا لن يتمكن المستثمرون من القطاع الخاص من بيع الطاقة المتجددة.

ولهذا السبب دعمت ألمانيا برنامج "نوفي" منذ البداية. وتُعد ألمانيا أكبر دولة مانحة للبرنامج الثنائية، حيث تبلغ قيمة القروض والمنح ومبادلة الديون ١٥ مليار جنيه مصري.

وإنه لمن دواعي سروري جداً أننا تمكنا اليوم من توقيع عقد تمويل خطوط الربط لمزرعتي الرياح التي تنفذها شركة أكوا. وسوف نخصص ما يقرب من ٨ مليارات جنيه مصري لهذا الغرض. وبذلك نقدم الدعم لمصر في جذب مستثمرين من القطاع الخاص لمزارع الرياح. كما ستزود مزارع الرياح أكوا بدورها ما يقرب من ١.٧ مليون منزل بالكهرباء الخضراء.

ويسعدني أيضاً أننا تمكنا اليوم من الاتفاق على مساهمة مالية إضافية لتجديد محولات سد أسوان ورقمنة شبكات الكهرباء. سيؤدي هذا التحديث إلى زيادة قدرة السد. وسيتيح ذلك تزويد ٧٠٠,٠٠٠ وحدة منزلية بالكهرباء الخضراء. 

وكذلك سوف تقلل القدرة الكهربائية الإضافية والإدارة الأفضل لشبكات الكهرباء من انقطاع التيار الكهربائي وسوف يستفيد المصريون من ذلك بشكل مباشر. 

ستواصل ألمانيا الوقوف إلى جانب المصريين في المستقبل - وأنا على يقين بأن الشراكة تقاس بما تستطيع أن تحققه للشعب.